يسلط الشيخ
الشعراوي في تفسيره العميق والمتوازن الضوء على الفرق بين الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، ويكشف عن أهمية
التمييز بينهما لفهم الصراع الداخلي للإنسان. الشيطان، كما يوضح الشيخ، هو كائن
خارجي يسعى لإغواء الإنسان وتحريفه عن الطريق المستقيم. جاء في القرآن الكريم قوله
تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا"
(فاطر: 6)، مما يشير إلى دور الشيطان كعدو خارجي يتربص بالإنسان ويسعى لإيقاعه في
الفتنة.
الشيطان والنفس الأمارة بالسوء يختلفان في مصدر تأثيرهما. الشيطان كائن خارجي يمكن مقاومته بالذكر والتقوى، بينما النفس الأمارة بالسوء هي عنصر داخلي يتطلب مجاهدة النفس والتقرب إلى الله لترويضها. يشدد الشيخ الشعراوي على ضرورة فهم هذه الفروق لضبط النفس ومقاومة الشيطان.
أما النفس الأمارة بالسوء، فهي جزء من الإنسان
ذاته. إنها تلك الحالة الداخلية التي تدفعه للوقوع في المعاصي وتحثه على ارتكاب
الأفعال السيئة. يقول الشيخ الشعراوي: "النفس الأمارة بالسوء هي التي تُملي
على الإنسان أفعاله السيئة، وتُسيره إلى طريق الشر". في القرآن الكريم، تُذكر
النفس الأمارة بالسوء في قوله تعالى: "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ
النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي" (يوسف: 53).